الحديث الرابع
"الأعمال بخواتيمها"
عن عبد الله بن مسعود قال: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ قَالَ إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ وَيُقَالُ لَهُ اكْتُبْ عَمَلَهُ وَرِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ كِتَابُهُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا "( ).
ترجمة الراوي
عبد الله بن مسعود الهذلي أبو عبد الرحمن ، من السابقين إلى الإسلام ، أسلم سادس ستة، وهو من كبار علماء الصحابة، هاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة ،وشهد مع رسول الله المشاهد كلها، وكان رسول اله يكرمه ويدنيه ،ولي قضاء الكوفة وبيت مالها في خلافة عمر وأول خلافة عثمان ثم رجع إلى المدينة وتوفي سنة 32هـ ( ).
المباحث العربية
وهو الصادق المصدوق : أي الصادق في قوله وفيما يأتيه من الوحي والمصدوق أن الله تعالى صدقه وعده وقال الكرماني: أي من جهة جبريل عليه السلام أو المصدق يعني بتشديد الدال المفتوحة . وقال الطيبي الأولى أن تجعل هذه الجملة اعتراضية لا حالية فتعم الأحوال كلها وأن تكون من عاداته ودأبه ذلك فما أحسن موقعه هنا.
أن أحدكم: قال أبو البقاء في إعراب المسند: لا يجوز في أن إلا الفتح لأنه مفعول حدثنا فلو كسر لكان منقطعا عن قوله حدثنا،وجزم النووي في شرح مسلم بأنه بالكسر على الحكاية ويجوز الفتح ، وحجة أبي البقاء أن الكسر على خلاف الظاهر ولا يجوز العدل عنه إلا لمانع ،ولو جاز من غير أن يثبت به النقل لجاز في مثل قوله تعالى:" أيعدكم أنكم إذا متم" وقد اتفق القراء على أنها بالفتح .وتعقبه الخوبي بأنه الرواية جاءت بالفتح وبالعكس فلا معنى للرد. قلت:وقد جزم ابن الجوزي بأنه في الرواية بالكسر فقط ، قال الخوبي : ولو لم تجئ به الرواية لها امتنع جوازا على طريق الرواية بالمعنى ،وأجاب عن الآية بأن الوعد مضمون الجملة وليس مخصوص لفظها فلذلك اتفقوا على الفتح ، فأما هنا فالتحديث يجوز أن يكون بلفظه ومعناه.
يجمع في بطن أمه: يجمع على صيغة المجهول ، قالوا معنى الجمع أن النطفة إذا وقعت في الرحم وأراد الله أن يخلق منها بشرا طارت في أطراف المرأة تحت كل شعرة وظفر فتمكث أربعين ليلة ثم تنزل دما في الرحم فذلك جمعها أطراف المرأة ثم تصير دماً.
ثم تكون علقة: وهو الدم الغليظ الجامد وهذا في الأربعين الثاني، أشار إليه بقوله مثل ذلك أي مثل الأول أربعين يوماً.
ثم يكون مضغة: وهي قطعة من اللحم قدر ما يمضغ وهذا في الأربعين الثالث أشار إليه بقوله مثل ذلك يعني مثل الثاني أربعين يوماً.
ثم يرسل إليه ملكاً: أي بعد انتهاء الأربعين الثالثة يبعث الله ملكا إلى هذا الجنين والملك واحد الملائكة، والمراد به الجنس لا ملك معين.
الروح: هو ما به يحيا الجسم.
حتى ما يكون: حتى هي الناصبة وما نافية ولفظة يكون منصوب بحتى وما غير كافية لها من العمل .
إلا ذراع: المراد بالذراع التمثيل والقرب إلى الدخول أي ما يبقى بينه وبين أن يصلها كمن بقى بينه وبين موضع من الأرض ذراع ، قال ابن الأثير في النهاية: والذراع: بسط اليد ومدها ،وأصله من الذراع: وهو الساعد.
فيسبق عليه الكتاب: الفاء للتعقيب تدل على حصول السبق بلا مهلة ضمن يسبق معنى يغلب أي يغلب عليه الكتاب وما قدر عليه سبقا بلا مهلة فعند ذلك يعمل بعمل أهل الجنة أو النار.
فيعمل بعمل أهل النار: وفيه حذف تقديره فيدخلها وكذلك بعد قوله بعمل أهل الجنة فيدخلها.
المعنى العام
يخبرنا رسول الله من الأمور الغيبية التي اختص بعلمها رب البريات، بعد إذن الله والله علمه بكيفية الخلق- خلق الإنسان- ويبين لنا الأقدار التي يكتبها الله للإنسان وهو في بطن أمه ،وذلك في وقت لم يتقدم فيه الطب، بل لم تعرف هذه المراحل من النمو إلا في الطب المتأخر ، فهو لا ينطق عن الهوى ، بل هو وحي يوحى وهو أصدق من صدق .
فذكر أن أول مرحلة من مراحل النمو هي عندما يقع المني في الرحم حين انزعاجه بالقوة الشهوانية الدافعة مبثوثا متفرقا ويلاقي ماء المرأة فيجمعه الله في محل الولادة من الرحم، ويهيئ له أسباب التكوين.
ويبقى على صورة النطفة(ماء الرجل )أربعين يوماً ثم تنقلب إلى صورة أخرى وهي العلقة (قطعة الدم الغليظ ،وهي دودة معرفة ترى في المياه الراكدة) وذلك عندما يخالط الدم النطفة في الأربعين الأولى بعد انعقادها وامتدادها ،وتجري في أجزائها شيئاً فشيئأً حتى تتكامل علقة في أثناء الأربعين ثم يخالطها اللحم شيئا فشيئا أربعين يوماً ، ثم تشتد فتصير مضغة مثل ذلك أي لحمة صغيرة بقدر ما يمضغ فتتحرك ويرسل الله إليه الملك لينفخ فيه الروح وكيفية النفخ الله أعلم بها ،والروح ما به يحيا الجسم،ويتقبلها الجسم .
ثم يأمر الملك بأربع كلمات بأن يكتب رزق هذا الجنين وأجله وعمله وشقي أو سعيد.
والرزق هنا ما ينتفع به الإنسان ، وهو إما رزق يقوم به البدن ،أو رزق يقوم به الدين.
والرزق الذي يقوم به البدن: هو الأكل والشرب واللباس والمسكن والمركوب وما أشبه ذلك .
والرزق الذي يقوم به الدين : هو العلم والإيمان .
والأجل أي مدة بقائه في هذه الدنيا ،والناس يختلفون في الأجل اختلافا متباينا ، فمن الناس من يموت حين الولادة ، ومنهم من يعمر مائة سنة في هذه الأمة ،وهذا لا يعود إلى اختيار البشر وإرادتهم .
والأجل المكتوب من قبل أن يخرج الإنسان إلى الدنيا ، فلا يتقدم لحظة ولا يتأخر وإذا تم الأجل انتهت الحياة .
وعمله أي ما يكتسبه من الأعمال القولية والفعلية والقلبية، فمكتوب على الإنسان العمل .
وشقي أو سعيد هذه النهاية ،والسعيد هو الذي تم له الفرح والسرور ،والشقي بالعكس قال الله تعالى: فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ{105} فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ{106} خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَايُرِيدُ{107} وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ{108}( ) .
فالنهاية إما شقاء وإما سعادة ، فنسأله سبحانه أن يجعلنا من أهل السعادة.
ثم أقسم قسم مؤكد بالتوحيد بأن العبد ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، أي حتى يقرب أجله تماما ،وليس المعنى حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع في مرتبة العمل ، لأن عمله الذي عمله ليس عملا صالحا .
كما جاء في الحديث "إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار" لأنه أشكل على بعض الناس : كيف يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يبقى بينه وبينها إلا ذراع ثم يسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، فنقول: عمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس ، ولم يتقدم ولم يسبق ،ولكن حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع أي يدنو أجله ، أي قريب من الموت.
" فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار" فيدع العمل الأول الذي كان يعمله،وذلك لوجود دسيسة في قلبه هوت به إلى هاوية.
وإن العبد ليعمل بعمل أهل النار من الكفر والعصيان والفجور حتى يقرب أجله ثم يهديه إلى الله إلى طريق الجنة فيهتدي ويعمل بعمل أهل الجنة فيصير من أهلها لأن خاتمته كانت حسنة والأعمال بخواتيمها.
الشرح والبيان
مسائل وأحكام
المسألة الأولى:
في هذا الحديث: " ثم يرسل إليه ملك" ظاهرة أن إرساله يكون بعد مائة وعشرين يوماً .
وفي الرواية التي بعد هذه : "يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم بأربعين، أو خمس وأربعين ليلة فيقول: يا رب أشقي أم سعيد" .
وفي الرواية الثالثة : "إذا مر بالنطفة اثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها ،وخلق سمعها وبصرها وجلدها" .
وفي رواية حذيفة بن أسيد: " إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة، ثم يتسور عليها الملك"
وفي رواية: " إن ملكا موكلا بالرحم إذا أراد الله أن يخلق شيئا بإذن الله لبضع وأربعين ليلة" وذكر الحديث ،، فكيف الجمع ؟
الجواب:
طريق الجمع بين هذه الروايات ، أن للملك ملازمة ومراعاة لحال النطفة وأنه يقول: يا رب هذه علقة، هذه مضغة. في أوقاتها. فكل وقت يقول فيه ما صارت إليه بأمر الله تعالى،وهو أعلم سبحانه،ولكلام الملك وتصرفه أوقات:
أحدها حين يخلقها الله تعالى نطفة ، ثم ينقلها علقة، وهو أول علم الملك بأنه ولد، لأنه ليس كل نطفة تصير ولداً ،وذلك عقب الأربعين الأولى ،وحينئذٍ يكتب رزقه وأجله وعمله وشقاوته أو سعادته.
ثم للملك فيه تصرف آخر في وقت آخر ، وهو تصويره وخلق سمعه وبصره وجلده وعظمه وكونه ذكرا أم أنثى؟ وذلك إنما يكون في الأربعين الثالثة ، وهي مدة المضغة ، وقبل انقضاء هذه الأربعين ،وقيل نفخ الروح فيه ،لأن نفخ الروح لا يكون إلا بعد تمام صورته.
وأما قوله في إحدى الروايات: " فإذا مر بالنطفة اثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامه.."
فقال القاضي وغيره :
ليس هو على ظاهره ،ولا يصح حمله على ظاهره،بل المراد تصويرها وخلق سمعها... إلى آخره أنه يكتب ذلك ، ثم يفعله في وقت آخر ، لأن التصوير عقب الأربعين الأولى غير موجود في العادة، وإنما يقع في الأربعين الثالثة ، وهي مدة المضغة كما قال تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ{12} ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ{13} ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْما ( ) ثم يكون للملك فيه تصوير آخر ،وهو وقت نفخ الروح عقب الأربعين الثالثة حتى يكمل له أربعة أشهر( ).
المسألة الثانية:
إن قيل: إن الله قادر على أن يخلق الإنسان في لمحة فما الحكمة من هذا المقدار؟
يجاب عنه:
بأن هناك حكم وفوائد من أن الله يجعل الإنسان يمر بعدة مراحل في نموه مع قدرته سبحانه من خلقه في لمحة، ومن هذه الحكم:
(1) أنه لو خلقه دفعة واحدة لشق على الأم لأنها لم تكن معتادة بذلك وربما تهلك فجعل أولا نطفة لتعتاد بها مدة ثم تكون علقة وهلم جرا إلى الولادة.
(2) منها إظهار قدرة الله تعالى ونعمته ليعبدوه ويشكروا له حيث قلبهم في تلك الأطوار إلى كونهم إنسانا حسن الصورة متحليا بالعقل والشهامة مزيناً بالفهم والفطانة.
(3) ومنها إرشاد الناس وتنبيههم على كمال قدرته على الحشر و النشر لأن من قدر على خلق الإنسان من ماء مهين ثم من علقة ومضغة مهيأة لنفخ الروح فيه يقدر على صيرورته ترابا ونفخ الروح فيه وحشره في المحشر للحساب والجزاء ( ).
المسألة الثالثة:
إن الطور الثالث هي المضغة، هذه المضغة تكون مخلقة وغير مخلقة بنص القرآن كما قال الله تعالى :" من مضغة مخلقة وغير مخلقة" ، لكن ما الذي يترتب على كونها مخلقة أو غير مخلقة؟
الجواب:
يترتب عليها مسائل:
(أ) لو سقطت هذه المضغة غير مخلقة لم يكن الدم الذي يخرج نفاسا بل دم فاسد.
(ب) ولو سقطت هذه المضغة قبل أن تخلق وكانت المرأة في عدة لم تنقض العدة، لأنه لابد في انقضاء العدة أن يكون الحمل مخلقا، ولابد لثبوت النفاس من أن يكون الحمل، لأنه قبل التخليق يحتمل أن تكون قطعة لحم فقط وليس آدميا ،فلذلك لا نعدل إلى إثبات هذه الأحكام إلا بيقين بأن يتبين فيه خلق الإنسان ( ).
المسألة الرابعة:
إن النفخ في الروح يكون بعد تمام أربعة أشهر ، لقوله:" ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح " ما الذي ينبني على هذا؟
الجواب:
(أ) أنه إذا سقط بعد النفخ في الروح فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين ويسمى ويعق عنه ، لأنه صار آدميا إنسانا فيثبت له حكم الكبير.
(ب) أنه بعد نفخ الروح فيه يحرم إسقاطه بكل حال فإذا نفخت فيه الروح فلا يمكن إسقاطه ، لأن إسقاطه حينئذٍ يكون سبباً لهلاكه، ولا يجوز قتله وهو إنسان ( ).
المسألة الخامسة:
الرزق والأجل والعمل وشقي أم سعيد ، سبب هذه الأربعة مكتوبة على الإنسان قبل أن يخرج إلى الحياة ، فهل معنى هذا أن لا نفعل الأسباب التي يحصل بها الرزق؟
الجواب:
لا، بل نفعل ، وما نفعله من أسباب تابع للرزق.
المسألة السادسة:
الملائكة يكتبون ، فلو قال قائل: بأي حرف يكتبون ، هل يكتبون باللغة العربية ، أم باللغة السريانية ، أو العبرية، أو ما شابه ذلك؟
الجواب:
السؤال عن هذا بدعة ، علينا أن نؤمن بأنهم يكتبون ، بأي لغة فلا نقول شيئاً.
هذه الكتابة هل هي في صحيفة ، أو تكتب على جبين الجنين؟
الجواب:
هناك آثار تدل على أنها تكتب في صحيفة، والجمع بينهما سهل: إذ يمكن أن تكتب في صحيفة ويأخذها الملك إلى ما شاء الله ، ويمكن تكتب على جبين الجنين ( ).
الفوائد
1. حسن أسلوب عبد الله بن مسعود ، وكلماته كأنما تخرج من مشكاة النبوة ، كلمات عذبة مهذبة ،وانظر على الأثر الوارد عنه:" من سره أن يلقي الله غداً مسلما فليحافظ على هذه الصلوات حيث ينادى بهنَّ" ( ).
2. أنه ينبغي للإنسان أن يؤكد الخبر الذي يحتاج الناس إلى توكيده بأي نوع من أنواع التوكيدات .
3. تأكيد الخبر بما يدل على صدقه ، لقول ابن مسعود : " وهو الصادق المصدوق".
4. أن الإنسان في بطن أمه يجمع خلقه على هذا الوجه الذي ذكره النبي .
5. حكمة الله عز وجل في أطوار الجنين من النطفة إلى العلقة.
6. أهمية الدم في بقاء حياة الإنسان ، وجهه أن أصل بني آدم بعد النطفة العلقة والعلقة دم ،ولذلك إذا نزف دم الإنسان هلك.
7. إذا نفخت الروح في الجنين فإنه لا يجوز إسقاطه بأي حال من الأحوال.
8. عناية الله تعالى بالخلق حيث وكل بهم وهم في بطون أمهاتهم ملائكة يعتنون بهم ، ووكل بهم ملائكة إذا خرجوا إلى الدنيا ، وملائكة إذا ماتوا ، كل هذا دليل على عناية الله بنا.
9. إن الروح في الجسد تنفخ نفخاً ولكن لا نعلم الكيفية ، هذا كقوله تعالى: ومريم بنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا ( ) لكن لا ندري كيف هذا ؟ لأن هذا من أمور الغيب.
10. إن الروح جسم ،لأنها تنفخ فتحل في البدن ، ولكن لا علم للبشر فيها ،وبصورتها ، بل نقول كما قال الله تعالى: َيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ( ) .
11. إن الملائكة عليهم السلام عبيد يؤمرون وينهون من عند الله سبحانه وتعالى.
12. إن الإنسان لا يدري ماذا كتب له ، ولذلك أمر بالسعي لتحصيل ما ينفعه وهذا أمر مسلم ، فكلنا لا يدري ما كتب له ،ولكننا مأمورون أن نسعى لتحصيل ما ينفعنا وأن ندع ما يضرنا.
13. إن نهاية بني آدم أحد أمرين:
إما الشقاء وإما السعادة ، قال تعالى: فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) ( ) ، وقال تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ ( ) ، نسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعاً من أهل السعادة إنه سميع قريب.
14. في هذا الحديث دلالات ظاهرة لمذهب أهل السنة في إثبات القدر ، وأن جميع الواقعات بقضاء الله تعالى وقدره، خيرها وشرها،ونفعها وضرها.
15. إن ظاهر الأعمال من الحسنات والسيئات أمارات وليس بموجبات وإن مصير الأمور في العاقبة إلى ما سبق به القضاء وجرى القدر.